المسألة الثانية عشرة [حال إبليس]
المسألة الثانية عشرة [حال إبليس]
  اختلف العلماء في إبليس هل كان حين اشتغاله بالعبادة منافقاً كافراً أم لا؟
  فقيل: لا بل كان مؤمناً ثم كفر؛ لأنه لا خلاف أنه كان عالماً بالله قبل كفره، وهؤلاء اختلفوا في معنى كان في قوله: {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}[البقرة] فقيل: على بابها، أي كان في علم الله أنه سيكفر، فصيغة {كَانَ} متعلقة بالعلم لا بالمعلوم.
  وقيل: بمعنى صار، قال ابن جرير معنى قوله: {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}[البقرة] أنه كان حين أبى عن السجود من الكافرين حينئذٍ، وروي عن أبي العالية أنه كان يقول: وكان من العاصين.
  وقيل: كان حال اشتغاله بالعبادة منافقاً كافراً لظاهر الآية، وقرروه بوجهين:
  أحدهما: أنه لو وقع منه الإيمان لامتنع منه الكفر؛ لأن الإيمان يوجب استحقاق الثواب الدائم، والكفر يوجب استحقاق العقاب الدائم، والجمع بينهما محال، والقول بالإحباط باطل، فوجب القطع بأنه منه إيمان البتة، وأن عبادته كانت نفاقاً، لم يقع وحاصله: أن خاتمته لما كانت على الكفر علمنا أنه ما كان مؤمناً قط.
  والجواب: أن هذه الشبهة وجوابها قد تقدما في الخامسة من مسائل قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...} الآية [البقرة: ٢٥].