المسألة الثانية عشرة [الدلالة على نزول المطر من السماء]
المسألة الثانية عشرة [الدلالة على نزول المطر من السماء]
  قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}[المؤمنون: ١٨] يدل على نزول المطر من السماء، وقيل: إنه يتولد من أبخرة ترتفع من الأرض، وتتصاعد إلى الطبقة الباردة من الهواء، فتجتمع هنالك بسبب البرد وتنزل بعد اجتماعها، وذلك هو المطر.
  قلنا: قد أخبر الله تعالى وهو أصدق القائلين - بأنه ينزل من السماء إلا أنه يجوز أن يراد بالسماء السحاب؛ لأن السماء اسم لكل ما سماك، ويجوز أن يراد بها السماء المعروفة، وإذا كان المراد هذا الأخير وجب أن نقول: إنه ينزل من السماء إلى السحاب، ومن السحاب إلى الأرض؛ لأنا نعلم نزوله من السحاب.
المسألة الثالثة عشرة [الأصل في الثمرات الإباحة]
  قيل: في قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}[البقرة: ٢٢] دليل على أن الأصل في الثمرات الإباحة؛ وهذا مبني على أن مِنْ للتبيين، وأما على القول بأنها للتبعيض فلا دلالة فيها على ذلك.
  قال القرطبي: ودلت هذه الآية على أن الله تعالى أغنى الإنسان عن كل مخلوق، ولهذا قال ÷ مشيراً إلى هذا المعنى: «والله لَئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا، أعطاه أو منعه» أخرجه مسلم.