المسألة الأولى: [دلالة الآية على امتناع رؤية الله تعالى]
  ويحل الإشكال إن شاء الله تعالى، على عادتنا في استيفاء الكلام على المسألة العظيمة. وتحقيق المسألة وما يتعلق بها يتحصل في ثلاثة مواضع:
  الأول: في ذكر الخلاف.
  الثاني: في حجج أصحابنا.
  الثالث: في شبه المخالف.
الموضع الأول: في ذكر الخلاف
  ذهب أهل العدل كافة من أهل البيت $ والزيدية والمعتزلة إلى أن الله تعالى لا تجوز عليه الرؤية بحال، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يجوز أن يدرك بشيء من الحواس، وهو قول الخوارج، والمرجئة، ورواه في المواقف عن الأكثرين، وفي غيرها عن كثير من الفرق الخارجة عن الإسلام؛ والخلاف في ذلك مع الحشوية والمجبرة على طبقاتها، إلا النجارية، فإنهم قالوا: لا تجوز عليه الرؤية؛ ثم اختلف المثبتون لها في أمور:
  الأول: هل يرى الله تعالى المكلفون كلهم أو البعض؟ قالت الحشوية: يراه الكل، وقالت المجبرة: يراه البعض فقط وهم المؤمنون؛ لأن الرؤية عندهم ثواب ولا يستحقه إلا المؤمنون.
  الثاني: هل يرى في الدنيا والآخرة؟ أو لا يرى إلا في الآخرة؟ ذهبت الحشوية إلى الأول، قالوا: وإنما لم ير الآن لمانع، وعندهم أنه يجوز