المسألة السادسة [في أن الاسم غير المسمى]
  وروي عن ابن عباس أنه لم يسم أحداً بيحيى قبله، فهذه التسمية منه تعالى، هذا حاصل كلام السيد |، واختار أن بعض الألفاظ واضعها اللّه يقيناً وبعضها الأظهر أنه واضعها، ويحتمل أن في بعضها إلهاماً منه للبشر، كإلهامه لمن لا يعقل فهم معاني الألفاظ مثل إيحائه إلى النحل أن تأكل من بعض الثمرات.
المسألة السادسة [في أن الاسم غير المسمى]
  في هذه الآية دلالة على أن الاسم غير المسمى؛ إذ المراد بقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١] أسماء المسميات، فحذف المضاف إليه لكونه معلوماً ومدلولاً عليه بقوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}[البقرة: ٣١] وقوله: {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}[البقرة: ٣٣] وما قاله ابن المنير من أن المراد بالأسماء المسميات كقوله: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}[البقرة: ٣١] والضمير فيه للمسميات اتفاقاً؛ ولأن تعليق التعليم بالألفاظ لا يكون فيه كثير غرض فمدفوع بما مر في المسألة التي قبل هذه.
  وأما عود الضمير في قوله: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} إِلَى المسميات فليس فيه دلالة على ذلك؛ لأنه إنما عرض المسميات على الملائكة ليطلب منهم الإنباء بأسمائها، فيكون أدخل في التبكيت وأدل على الحكمة؛ إذ لو طلب منهم معرفة أسماء ما لا يعرفونه لم يكن فيه بيان فضيلة آدم، التي هي المقصودة من هذا الطلب.