المسألة السادسة [في الإيمان]
  ويجمع كل أشغاله، ولا قوة إلا بالله إليها، فإنه لو تفرغ لخدمة بعض ملوك الدنيا لحق عليه الاجتهاد في بلوغ الغاية القصوى، فكيف بمالك الملوك إذ برز لعبادته، ونابذ في الله عدوه من الجن والإنس بمحاربته، فليحترز من [سلك] سبيل ولاية الله ومرضاته، ومن يريد القيام بما أوجب الله عليه من فرض حقه وطاعته، من السقط والخلل، وليستيقظ من الغفلة والزلل.
المسألة السادسة [في الإيمان]
  اتفق الناس على أن الإيمان في اللغة بمعنى التصديق، وأن المؤمن بمعنى المصدق مشتق من الإيمان، ثم اختلفوا هل قد نقل في الشرع إلى معني آخر؟
  فقالت الزيدية، والمعتزلة، والخوارج وأهل الحديث: الإيمان أن يعتقد الحق بقلبه، ويعترف بلسانه، ويصدقه بعمله؛ ثم اختلفوا فقال الإمام الموفق بالله، وواصل بن عطاء، وأبو الهذيل، والقاضي عبد الجبار بن أحمد(١): هو أداء الطاعات، واجتناب الكبائر، وحكاه الموفق بالله عن أبي القاسم وهو الذي ذكره الإمام المهدي #
(١) القاضي العلامة المحدث المتكلم، عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الاستراباذي، أبو الحسن، أحد أعلام الفكر الإسلامي، مولده في إقليم خراسان سنة (٣٢٥ هـ)، واتصل بالصاحب بن عباد الزيدي، تتلمذ على يديه أبو طالب، والإمام المؤيد بالله، بايع الإمام المؤيد بالله بالإمامة، له مؤلفات واسعة في شتى الفنون منها: كتاب (تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد)، وكتاب (تنزيه القرآن عن المطاعن)، (شرح الأصول الخمسة)، (المجموع المحيط بالتكليف)، وكتاب (المغني في أبواب التوحيد)، وله غيرها من المؤلفات النافعة - انظر أعلام المؤلفين الزيدية - حرف العين - توفي سنة (٤١٥ هـ).