المسألة الخامسة [دلالة الآية على أخذ العوض على الفتيا والقضاء]
[جواب علامة العصر حول صدقة النفل لبني هاشم]
  ولنأت في هذا الموضع بما ذكره علامة العصر في جواب سؤال(١)، سألته عنه في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف. فقد أشار في جوابه إلى صور متعددة مما قبل النبي ÷ اللي فيها الصلات والهدايا، وعزاها إلى أربابها من محدثي أئمتنا $ وغيرهم.
  قال أبقاه الله: وسأملي عليك بعض ما تناوله ÷ مما تقرب به المسلمون، أو تناوله أهل العصمة، منها: ما رواه أبو طالب في أماليه من حديث جابر وفيه طحنه الشعير له، وذبح شاة له، ثم أكله ÷ وأهل الخندق، وهم ثلاثة آلاف.
  ومنها: صنع أبي طلحة طعاماً للنبي ÷، فأكل منه وثمانون رجلاً، وأهل البيت. عند أبي طالب، ونحوه عند مسلم.
  ومنها: حديث أنس سمعت صوت النبي ÷ ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء - يعني أم سليم؟ - قالت: نعم، فأخرجت قراصاً من شعير، وعصرت له عكة، وأكل ÷ وسبعون أو ثمانون. عند الشيخين.
  ومنها: إرسال أم أنس أيضاً الحيس له ÷ في عرس زينب فأكل منه والخلفاء حتى بلغوا اثنين وسبعين عند أبي نعيم، وابن عساكر.
  ومنها: حديث سمرة أن النبي ÷ ما أتي بقصعة، فتعاقبوها إلى الظهر.
(١) وذلك السؤال عن شأن صدقة النفل لبني هاشم فأجاب بحلها لقبول النبي ÷، الهدايا، وهي نوع من الصدقة كما قرر ذلك في جوابه. تمت. مؤلف والمقصود بعلامة العصر هو الحافظ عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي.