مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [تفضيل الأنبياء]

صفحة 2882 - الجزء 5

  لآدم # حاصله: إبقاء السجود على ظاهره وأنه كان لآدم على جهة التذلل والخضوع، وأنه لا منع من ذلك على الوجه الذي قرره #، وهو أنه قال: لو قيل: إن اللّه تعالى أكرم آدم بتلك السجدة خضوعاً وتذللاً لم يبعد، ولا تسمى عبادة إلا لو استمرت؛ لأن المرة الواحدة قاصرة عن غاية التذلل⁣(⁣١) والخضوع؛ إذ غايتها المداومة والعزم على المعاودة في كل حال أريد به تعظيم المسجود له، فيكون جواز السجدة الواحدة لغير اللّه مشروطة بأن تكون بأمر اللّه تعالى، وبأن لا يعزم على مداومتها ومعاودتها؛ لأنه لو جاز ذلك لم يبق للباري تعالى علينا مرتبة في التذلل والخضوع. هذا حاصل كلامه # قال: وفيه مطابقة لظاهر قوله تعالى: {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٢٩}⁣[الحجر] ولما اقتضاه تكبر إبليس عن السجود، ولما اقتضاه قوله تعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}⁣[يوسف: ١٠٠] وكونه مطابقاً لرؤياه؛ لأنه إنما رأى الكواكب سجدت له خضوعاً وتذللاً، لا للّه تعالى.

المسألة الثانية [تفضيل الأنبياء]

  احتج من يقول بتفضيل الأنبياء على الملائكة بهذه الآية، وسيأتي بيان وجه الاستدلال بها.

  والكلام في المسألة يكون في موضعين: الأول: في ذكر الخلاف، والثاني في ذكر الحجج.


(١) الذي هو معنى العبادة، تمت مؤلف.