المسألة السادسة [توقيت استحقاق الثواب]
  والجواب: لا نسلم أن معنى الآية ثبوت الاستحقاق، بل المراد من علم حالهم أنهم يعاقبون على كفرهم لعدم التطافهم وقبولهم للحق، وأن العقاب واصل إليهم لا محالة فإنهم لا يؤمنون، وذلك لا يقتضي بطلان تقدم ثبوت الاستحقاق على وقوع المجازاة، بل يستحق قبل المجازاة ويصح إيمانهم، لكن الله تعالى أخبر بما علم من حالهم.
الشبهة الرابعة
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ٣٤}[محمد] فشرط في انتفاء الغفران موتهم على الكفر، فكأنهم لا يستحقون على الكفر عقاباً إلا إذا وافوا به.
  والجواب: أن الآية إنما دلت على أن بموتهم ينقطع رجاء الغفران لهم، وليس فيها أن بموتهم يثبت استحقاقهم للعقاب، ولا نفي الاستحقاق قبل الموت.
فائدة
  والظاهر أن معرفة هذه المسألة فرض كفاية لأجل معرفة خطاب الله؛ لأنه قد دلَّ على ثبوت استحقاق الثواب والعقاب، ولا يعلم وقت الاستحقاق إلا بعد العلم بهذه المسألة والنظر في أدلتها.