مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة [دلالة الآية على مسألة أن الله عالم]

صفحة 2744 - الجزء 5

فائدة: [في انقسام الأفعال بحسب الحكمة والأحكام]

  الأفعال بحسب الحكمة والإحكام تنقسم إلى أربعة أقسام: محكم وحكمة، نحو الخط الحسن في نفاعة مسلم. ولا محكم ولا حكمة، نحو الخطوط التي لا حروف فيها مفصلة، إذا كان لمضرة مسلم ونحو ذلك.

  ومحكم دون حكمة، نحو الخط الحسن الذي لا غرض فيه، وحكمة دون محكم نحو الخط الذي لا تميز حروفه لنفع مسلم. ولا يوجد في أفعال الباري تعالى إلا ما فيه الحكمة، والإحكام أو الحكمة دون الإحكام.

الموضع الثاني في كون الباري تعالى عالماً وذكر الخلاف في ذلك

  ذهب أهل الإسلام وأهل الكتاب وغيرهم ممن أقر بالصانع المختار إلى أن الله تعالى عالم، وبه قالت الفلاسفة في الجملة، والخلاف في ذلك مع الباطنية وبرغوث، فإنهم لا يصفونه بشيء من الصفات كما مر في مسألة قادر، وألزمت المطرفية أن لا يكون عالماً كما ألزموا أن لا يكون قادراً.

الموضع الثالث في دليل أهل الإسلام على أن الباري تعالى عالم

  وتحريره أنه قد صح منه الفعل المحكم، وصحة الفعل المحكم دليل كونه تعالى عالماًه فهذان أصلان:

  أحدهما: أنه قد صح منه الفعل المحكم.

  والثاني: أن تلك الصحة دليل كونه عالماً.