مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]

صفحة 2203 - الجزء 4

  فمن الغاصب، ومن الراد؟ فإن قالوا: النور، قلنا: فقد وصفتموه بالشر وهو الغصب، وإن قالوا: الظلمة، قلنا: فقد وصفتموها بالخير وهو الرد.

  وهاهنا شبهة سمعية يتمسكون بها وهي: قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[النور: ٣٥].

  والجواب: أن الاستدلال بالقرآن لا يصح إلا بعد القول بتوحيد الله وعدله، وأنتم لا تقرون بذلك؛ ثم إن معنى الآية الله منور السموات والأرض فأقام المصدر مقام اسم الفاعل للمبالغة، ونظائره كثيرة: كعدل بمعنى عادل، وهدي بمعني هادٍ، يؤكده إضافة النور إلى نفسه في قوله: {مَثَلُ نُورِهِ} إذ المضاف غير المضاف إليه، ولا يصح التغاير إلا على ما قلناه من التأويل. والله أعلم.

تنبيه [في إلزام المجبرة بإثبات المعاني القديمة]

  قد مر أن أصحابنا ألزموا المجبرة إثبات الشركاء لله تعالى لقولهم بإثبات المعاني القديمة، وكفرهم بعضهم بهذا الإلزام، وغيره من اللوازم، ولسنا نتكلم هنا إلا في تكفيرهم بإثبات المعاني، وأما تكفيرهم بغيره فسنذكره في مواضعه اللائقة به، كما أنا أخرنا ذكر شبههم في إثبات المعاني، وإبطالها إلى غير هذا الموضع، إلا أنا نذكر من قال بكفرهم من أصحابنا، ومن منعه إجمالاً، ثم نتبعه بذكر الخلاف في تكفيرهم بإثبات المعاني، فنقول: اختلف أصحابنا في كفر المجبرة، فقال جمهور المعتزلة، وأكثر أهل البيت، ومن تابعهم