مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [عصمة الأنبياء]

صفحة 2993 - الجزء 5

  لا يدري، ويهوي في النار مع من يهوي؛ لظنه الباطل بأنبياء الله، واعتقاده ما لا يجوز عليهم في حكم الله، ولهذا احتاط ÷ على الرجلين الذين رأياه ليلاً مع زوجته صفية فقال: «إنها صفية» فقالا: سبحان الله تعجباً من قوله ذلك لهما؛ إذ لا يظن مسلم به ÷ ما لا يليق به، ثم قال لهما: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً فتهلكا». أخرجه البخاري وغيره.

الفائدة الثالثة:

  يحتاج إليها المفتي والحاكم ونحوهما⁣(⁣١) لا فيمن نسب إلى الأنبياء $ شيئاً مما يجب أو يستحيل في حقهم، أو وصفهم بشيء من ذلك، فمن لم يعرف ما يجوز عليهم ويمتنع من الأحكام والأوصاف وما وقع الإجماع عليه في حقهم، وما اختلف فيه كيف يكون منه الإقدام على الحكم والفتيا، لعدم علمه بكون ما قاله المستفتي أو المحكوم عليه مدحاً أو ذما، فإما سفك دم القائل، أو استباحة ماله، وهتك حرمته، وهو غير مستحق لذلك، أو يسقط حقاً، أو تضييع حرمة للأنبياء $ لعدم علمه بالحكم الواجب فيمن ارتكب شيئا مما يتعلق بهم $.

  فهذه هي الفوائد المترتبة على العلم بالمسألة، وكل واحدة منها كافية في وجوب معرفة هذه الفصول، ومبينة لعظيم قدرها وموقع نفعها عند الكملة الفحول، فكيف إذا اجتمعت كلها واتفق حكمها.

  والحمد لله رب العالمين.


(١) كذي الولاية. تمت مؤلف.