المسألة العاشرة [فى العهد والميثاق]
  كان المخل بها كافر نعمة، وكذلك يجعلون طاعة الله في اجتناب مناهيه جارية مجرى الشكر، فمن أتى معصية فقد أخل بإحدى جنبتي الشكر. فكان إخلاله كفر نعمة.
  قال #: وهذا رأي المتقدمين منهم، وأما المتأخرون كالمؤيد بالله، وأبي طالب، والسيد مانكديم، والمنصور بالله، وأحمد بن سليمان، وغيرهم ممن درس في علم الكلام فإنهم قد صرحوا بإثبات المنزلة بين المنزلتين أي اسماً بين الاسمين، وحكماً بين الحكمين؛ وهو الحق الواضح المجمع على صحته، فافهم هذه النكتة فإنها غريبة.
  قلت: وممن صرح بإثبات المنزلة بين المنزلتين الهادي #. وقد مرَّ نصه في ذلك، والظاهر أنه قول أهل البيت $ جميعاً؛ لأنهم وإن سموا العاصي كافراً فلم يثبتوا له أحكام المشركين ونحوهم، ولا أحكام المؤمنين، ولا معنى للمنزلة بين المنزلتين إلا ذلك. والله أعلم.
المسألة العاشرة [فى العهد والميثاق]
  قد مرَّ ذكر معنى العهد والميثاق، وقلنا: إن الميثاق هو العهد الموثق باليمين، وذلك بالنظر إلى أصل وضعه؛ وأما هنا فقال أبو حيان: ليس على ذلك، وإنما كني به عن الالتزام والقبول.
  وقال ابن جرير: هذا وصف من الله للفاسقين الذين أخبر أنه لا يضل بالمثل الذي ضربه لأهل النفاق غيرهم.
  واختلف في معنى العهد المذكور على أقوال ذكرها المفسرون،