مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: [دلالة الآية على امتناع رؤية الله تعالى]

صفحة 3760 - الجزء 6

  فالخلاف لفظي لأنه إنما سَمّى القلب حاسة، وإن لم يرد بها العلم فلا يعقل مذهبه.

  واعلم أن للخصوم شبهًا، وسنتكلم عليها في مواضعها إن شاء الله.

فائدة [تعليق على كلام مانكديم]

  قال السيد مانكديم ما معناه: المخالف لنا في هذه المسألة إما أن يحقق الرؤية فيقول: إن الله تعالى يرى مقابلًا لنا أو حالًا في المقابل، أو في حكم المقابل، أو لا يحقق، ويقول: إنه تعالى يرى بلا كيف؛ فعلى الأول يكون كافرًا؛ لأنه جاهل بالله، والجهل بالله كفر بإجماع الأمة؛ وعلى الثاني لا يكفر؛ لأن التكفير إنما يعرف شرعًا، وليس في الشرع ما يدل على ذلك، وإنما ألزمناهم أنه لو جاز أن يرى لجاز أن يلمس ويشم، خاصة على مذهبهم أن رؤيته تعالى ثواب، فيلزم أن يكون مشتهى أو معشوقًا تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

  قلت: وأراد # أن التكفير بالإلزام لم يثبت، وقد تقدم البحث فيه في سياق قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ...}⁣[البقرة: ٦] الآية، وفيه تفصيل لا ينبغي جهله.

  قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}⁣[البقرة: ٥٩] قيل: في الآية دليل على منع رواية الحديث بالمعنى؛ لأن ظاهرها يتناول قبح كل تبديل قول بقول، سواء اتفق المعنى أم لا. وهذا قول ابن سيرين وجماعة من السلف.