مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[فائدة في منشأ الغلط للقياس]

صفحة 116 - الجزء 1

  قال الدمنهوري: واستعمالها⁣(⁣١) حرام بجميع أنواعها، ومن أقبح تلك الأنواع المغالطة الخارجية، وهي أن يشغل المناظر الذي لا فهم له ولا انقياد للحق فهم خصمه بما يشوش عليه ككلام قبيح ليظهر للناس أنه غلبه، ويستر بذلك جهله، قال: وهو كثير في زماننا، بل هو الواقع، فهذا النوع من القياس ينبغي معرفته ليتقى لا ليستعمل إلا لضرورة كدفع كافر معاند، كالسم لا يستعمل إلا في الأمراض الخبيثة. ذكره في شرحه للسلم⁣(⁣٢).

[فائدة في منشأ الغلط للقياس]

  منشأ الغلط في القياس إما من جهة الصورة بأن لا يكون على هيئة شكل من الأشكال الأربعة⁣(⁣٣)، وإما من جهة المادة بأن يكون المطلوب وبعض مقدماته شيئاً واحداً، وهو المصادرة على المطلوب كقولنا: كل إنسان بشر وكل بشر ضحاك فكل إنسان ضحاك، وسبب الغلط فيه أن النتيجة عين إحدى المقدمتين لمرادفة الإنسان لبشر، وقد مر في تعريف القياس أن النتيجة يجب أن تكون قولاً آخر؛ أو بأن تكون بعض المقدمات كاذبة شبيهة بالصادقة، إما من حيث الصورة كما مر في صورة فرس على جدار، أو من حيث المعنى كعدم رعاية وجود الموضوع في الموجبة نحو: كل إنسان وفرس فهو إنسان،


(١) أي: الوهميات، تمت مؤلف.

(٢) السلم المنورق في علم المنطق أرجوزة للأخضري وشرحه للدمنهوري.

(٣) كما أن ذلك كبرى الشكل الأول جزئية أو صغراه سالبة. تمت مؤلف.