المسألة السابعة [استطراد لذكر الحسن والقبح العقليين]
فائدة [العلم بعلل فعل الله]
  قال الإمام (المهدي) #: العلم بهذه المسألة - أعني مسألة أن الله لا يفعل إلا لغرض - من فروض الأعيان؛ إذ هي من تتمة العلم بعدله، وحكمته.
البحث الثاني: في بيان حسن التكليف، وتحقيق وجه الحكمة، والغرض به
  إما حسنه فلأنه فعل الله تعالى، وقد تقدم أنه لا يفعل القبيح، وأما وجه الحكمة فهو كونه تعريضاً للمكلف إلى درجات لا تنال إلا به، و معنى كون الله تعالى عرضنا لذلك هو أنه أعلمنا ما نستحق به الثواب فعلاً وتركاً، ومكننا من ذلك، وأزاح عللنا لنستحق الثواب، ومما يدل على أن وجه الحكمة ما ذكرنا هو أن الله تعالى إذا خلقناوأحيانا، وأقدرنا، وأكمل عقولنا، وخلق فينا شهوة القبيح، والنفرة عن الحسن، فلا بد من أن يكون له فيه غرض لما مر من أنه لا يفعل إلا لغرض، وذلك الغرض إما أن يريد به الإغراء بالقبيح، وهو باطل لأنه قبيح والله لا يفعل القبيح، وإما أن يريد به التكليف إذ لا غيرهما، فإذا تعين أن المراد به التكليف فلا يجوز عود الانتفاع إلى الباري لغنائه، ولا أن يريد به الإضرار بنا لقبحه، فتعين أن المراد به نفعنا، وهو ما ذكرنا من الدرجات التي لا تنال إلا به، فصح أن الله متفضل علينا بالتكليف، وأنه حسن.