المسألة السابعة [في الختم الذي استدل به المجبرة]
فائدة: [في ذكر الختم، والطبع، والرين، والوقر]
  قال الرازي: الآيات التي فيها الختم، والطبع، والرين، والوقر، والغشاوة، والأكنة تدل على حصول هذه الأشياء، وقوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠}[الإنشقاق] {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا}[الإسراء: ٩٤] {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}[البقرة: ٢٨] ونحوها يدل على أنه لا مانع البتة. قال: وقد تمسكت كل طائفة بقسم حتى صارت الدلائل السمعية في حيز التعارض، وأما الأدلة العقلية فقد سبقت الإشارة إليها.
  قال: وبالجملة فهذه المسألة من أعظم المسائل الإسلامية، وأكثرها شعباً، وأشدها شغباً.
  ويحكى أن أبا القاسم الأنصاري سئل عن تكفير المعتزلة في هذه المسألة، فقال: لا؛ لأنهم نزهوه، وسئل عن أهل السنة، فقال: لا؛ لأنهم عظموه، والمعنى أن كلا الفريقين ما طلب إلا إثبات جلال الله وعلو كبريائه، إلا أن أهل السنة وقع نظرهم على العظمة، فقالوا: ينبغي أن يكون هو الموجد لا موجد سواه، والمعتزلة وقع نظرهم على الحكمة فقالوا: لا تليق بجلال حضرته هذه القبائح.
  قال الرازي: وأقول هاهنا سر آخر، وهو أن إثبات الإله يلجي إلى القول بالجبر؛ لأن الفاعلية لو لم تتوقف على الداعية لزم وقوع الممكن من غير مرجح، وهو نفي الصانع، ولو توقفت لزم الجبر، وإثبات الرسل يلجي إلى القول بالقدرة؛ لأنه لو لم يقدر العبد على الفعل فأي فائدة في بعثة الرسل، وإنزال الكتب. وهاهنا سر آخر وهو فوق الكل وهو أنا لما رجعنا إلى الفطرة السليمة والعقل الأول،