المسألة الرابعة [في أن المعدوم شيء]
[الخلاف في ثبوت ذوات العالم في الأزل]
  الموضع الثاني: في الخلاف في ثبوت ذوات العالم في الأزل، فقال القرشي، وحكاه عن الجمهور: إن ذوات العالم ثابتة في الأزل، وقالوا: لا نهاية لها، وفسر الإمام عز الدين الجمهور بجمهور الزيدية، والمعتزلة.
  وقال أئمتنا @، وأبو الحسين، وابن الملاحمي، وأبو الهذيل، وأبو القاسم ابن شبيب التهامي، والبرذعي، وهشام بن عمرو، والمجبرة بأسرهم: لا ثبوت للذوات في العدم، بل العدم نفي محض، وهو قول الدهرية، والفلاسفة المتقدمين، وبعض الفلاسفة الإسلاميين. رواه عنهم الإمام عز الدين.
  قلت: وما حكيناه عن أئمتنا $ فهو الذي رواه في الأساس، ومجموع السيد حميدان عنهم؛ ولا يخفى ما في إطلاق الرواية عنهم من النظر؛ لظهور خلاف بعض المتأخرين، ولعل المراد قدماءهم $، وممن جنح إلى هذا القول من متأخريهم الإمام يحيى، ورواه عن المحققين.
  قال في التمهيد: ذهب المحققون من جماهير العلماء إلى أن المعدوم ليس بشيء، ولا عين، ولا ذات في حال عدمه، وإنما هو نفي محض، والله تعالى هو الموجد للأشياء، والمحصل لذواتها وحقائقها.
  قال الإمام عز الدين: وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه.