الموضع الثاني: فيما يتعلق بجملة البسملة وفيه مسائل
  ذكره: ولهذا السبب نقل أن علياً ¥ كان مذهبه الجهر الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات. قال: وأقول: إن هذه الحجة قوية في نفسي، راسخة في عقلي، لا تزول البتة بسبب كلمات المخالفين، أقول: لله العلماء الفحول الذين لا تستخفهم زخارف الأقوال، ولا تستهوي عقولهم الرجال. وقال الرازي بعد أن ذكر ترجيح. هذا المذهب بموافقته للدلائل العقلية، وكونه مذهب علي # ما لفظه: ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه.
تنبيه [تفسير مقتضى قول القائلين بالجهر بالبسملة]
  في عبارات بعض القائلين بالجهر تصريح بوجوبه، وفي عبارات بعضهم ما يقتضي عدم الوجوب وأنه مشروع على جهة السنة، وبعضهم كلامه محتمل للأمرين، فممن صرح بالوجوب: القاسم بن محمد، والإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي، وولده فخر الإسلام، ورواه عن علي # وزيد بن علي وعلي بن موسى، وهو ظاهر ما في الجامع الكافي عن السلف؛ لأنه ترجم المسألة بمسألة وجوب الجهر ب ﷽.
  وعن عكرمة أنه كان لا يصلي خلف من لم يجهر بها، وعن أبي جعفر الهاشمي مثله.
  قلت: والقول بالوجوب هو الظاهر لحديث: «من لم يجهر في صلاته ب ﷽ فقد أخدج صلاته» إذ وصفها بالخداج يدل