المسألة الأولى: [دلالة الآية على امتناع رؤية الله تعالى]
  قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ٥٥ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٥٦}[البقرة]
  جهرة: منصوب على المصدر، يسلط عليه عامل من معناه، وهو نرى؛ لأن جهرة نوع من الرؤية؛ والمعنى حتى نراه عيانًا. وإنما قالوا: جهرة لدفع توهم كون المراد لرؤية العلم. والصاعقة: قيل: نار من السماء أحرقتهم، وقيل: صيحة من السماء، وقيل: أرسل الله تعالى جموعًا من الملائكة، فسمعوا حسهم، فخروا صعقين، أي ميتين. وعلى هذه الأقوال فهي سبب الموت. وقيل: بل الصاعقة الموت نفسه. وفيه ضعف؛ لقوله: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ٥٥}؛ إذ لو كانت هي الموت لامتنع كونهم ناظرين إليها وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: [دلالة الآية على امتناع رؤية الله تعالى]
  في الآية دليل على امتناع رؤية الله ø، وسيأتي بيان وجه الاحتجاج بها.
  واعلم أنه قد كثر النزاع بين الأمة في هذه المسألة، حتى كفر بعضهم بعضًا بسببها، وتشبث كل فريق منهم على دعواه بالعقل والنقل؛ ولابد لنا من تحقيق الكلام فيها في هذا الموضع بما يرفع الشك