مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الموضع الثاني: فيما يتعلق بجملة البسملة وفيه مسائل

صفحة 484 - الجزء 1

تنبيه [العلة في عدم ذكر التسمية في سورة التوبة]

  روي أن ترك التسمية في سورة براءة لكون اسمه تعالى سلاماً وأماناً فلا يكتب في النبذ والمحاربة، فيؤخذ من ذلك حظر التسمية في ذلك؛ لأن اسمه تعالى إذا كان سلاماً وأماناً كان في ذكره مع النبذ تناف وتناقض، وقد نص على أخذ الحظر من ذلك الإمام الحسن بن عز الدين # قال: ولهذا جرى على ذلك القرون فيما نعلم في كل زمان ومكان.

  قلت: ويؤيده فعل الوصي # مع معاوية.

تنبيه ثان

  قد ذكرنا في صدر المسألة أن المشروع فيه التسمية هو ما ليس بمحرم شرعاً، ولا مكروه، ولم يجعل له الشارع مبدأ غير البسملة، فأما ما جعل له الشارع مبدأ غيرها كالأذان فقد تكلمنا عليه، وأما المحرم والمكروه فوجهه أن الواجب تعظيم اسمه تعالى، ومن تعظيمه أن لا يذكر إلا على حق كما قال علي #: عظم اسم الله أن تذكره إلا على حق. رواه في النهج، والمحرم والمكروه خارجان عن مسمى الحق.

تنبيه ثالث [اتفاق الأمة على جواز كتابة البسملة في أول كل كتاب]

  قال القرطبي: اتفقت الأمة على جواز كتبها في أول كل كتاب من كتب العلم والرسائل، فإن كان الكتاب ديوان شعر فروى مجالد عن الشعبي، قال: أجمعوا أن لا يكتبوا أمام الشعر بسم الله