المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]
المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]
  في هذه الآية نسبت الإرادة إلى الله تعالى، وقد نسبها الله تعالى إلى نفسه في مواضع من كتابه، ولا خلاف بين المسلمين في أنه تعالى يوصف بأنه مريد، ومن خالف في ذلك فقد كفر الرده ما علم من ضرورة الدين، ولكن المسلمين اختلفوا في معنى وصفه بذلك، ومعرفة الحق في المسألة لا يحصل إلا بعد استيفاء القول في الإرادة، وما يتعلق بها من الأحكام، والخلاف، والكلام في ذلك يكون في ستة مواضع:
  الأول: في حقيقة الإرادة.
  الثاني: في كون الباري تعالى مريداً على الحقيقة أم لا.
  الثالث: في كيفية استحقاقه تعالى لهذه الصفة.
  الرابع: في أن إرادته لا تحتاج إلى محل عند القائل بأنها معني محدث.
  الخامس: فيما يريد الله تعالى من الكائنات وما لا يريده، ويدخل فيه ذكر الخلاف في إرادته لأكل أهل الجنة وشربهم.
  السادس: في الرضا والسخط، والولاية والمحبة.
  واعلم أنا نتكلم في هذه المواضع على الكراهة؛ لأنها ضد الإرادة، ولا ينبغي الكلام على أحد الضدين دون الآخر؛