الموضع الأول: قوله تعالى: بسم الله، وفيه مسائل:
البحث الرابع: في إطلاق لفظ موجود على الباري تعالى
  حكى الرازي إجماع المسلمين على صحة إطلاق هذا الاسم عليه تعالى، وقد أطلقه أمير المؤمنين # فقال في صفة الباري تعالى: (كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم)(١).
  وقال: (الحمد لله الكائن لا عن حدث، الموجود لا عن عدم) رواه في النهج.
  فإن قيل: إنكم تشترطون فيما يجري عليه تعالى أن يفيد المدح وهذا الاسم لا يفيده إذ لا يفيد أكثر من تحققه وثبوته.
  قيل: ذلك كاف في إفادته المدح فقد أجاز الإمام المهدي وغيره إطلاق لفظ (شيء) عليه لأنه يفيد كونه معلوماً، بل دلالة لفظ موجود على المدح أبلغ من لفظ شيء لصحة إطلاق لفظ شيء على المعدوم عند قوم دون موجود فلا يطلق على المعدوم اتفاقاً، ثم إن إطلاقه بالمعنى الذي يليق بالباري وهو كون وجوده مخالفاً لوجود غيره يفيد أكمل المدح وأبلغه.
  قلت: وظاهر كلام الوصي وما قرره بعض المتأخرين على مقتضى كلام القاسم والهادي @ من أنه لا يطلق عليه لفظ (شيء) إلا مقيداً بلا كالأشياء أنه لا يطلق عليه موجود إلا مقيداً بما قيده به الوصي #، أو نحوه مما يفيد معه(٢) المدح؛ إذ دلالة الاسم على كون
(١) نهج البلاغة (٤٠).
(٢) نحو موجود لا كالموجودين. تمت مؤلف.