المسألة الأولى [دلالة لفظ (اسكن)]
  والرغد: الواسع الكثير الذي لا عناء فيه، والقرب: الدنو من الشيء. والظلم، قال أبو حيان أصله: وضع الشيء في غير موضعه. ثم يطلق على الشرك، وعلى الجحد وعلى النقص والمظلومة: الأرض التي لا تمطر، ومعناه راجع إلى النقص.
  وقال الراغب: الظلم عند أهل اللغة وكثير من العلماء: وضع الشيء في غير موضعه المختص به، إما بنقصان أو زيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه، ومن هذا يقال: ظلمت السقاء، إذا تناولته في غير وقته فسمي ذلك اللبن الظليم، وظلمت الأرض، حفرتها ولم يكن موضعاً للحفر، وتلك الأرض يقال لها مظلومة، والتراب الذي يخرج منها ظليم، والظلم يقال في مجاوزة الحق الذي يجري مجرى نقطة الدائرة، ويقال فيما يكثر وفيما يقل من التجاوز، ولهذا يستعمل في الذنب الكثير وفي الذنب الصغير؛ ولذلك قيل لآدم في تعديه ظالم وفي إبليس ظالم وإن كان بين الظالمين بون بعيد.
  وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى [دلالة لفظ (اسكن)]
  قال القرطبي في قوله تعالى: {اسْكُنْ} تنبيه على الخروج؛ لأن السكني لا تكون ملكاً، ولهذا قال بعض العارفين: السكني تكون إلى مدة ثم ينقطع، فدخولهما الجنة كان دخول سكني لا دخول ثواء(١) قال: وإذا كان هذا فيكون فيه دلالة على ما يقوله الجمهور
(١) الثواء طول المقام. تمت مؤلف.