مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [نعمة الله على الكافر]

صفحة 972 - الجزء 2

  فإن قيل: هلا كانت الشهوة أول النعم لترتب المنافع عليها حتى لولا وجودها لما صح الانتفاع؟

  قيل: لأنها مترتبة في الوجود على الحياة.

فائدة [في أسماء النعمة]

  للنعمة أسماء كثيرة: منة، ومنحة، وهبة، وموهبة، وحباء، وعطية، وعطاء، ونوال، وإلى وتجمع على (آلاء).

المسألة الثانية [نعمة الله على الكافر]

  اختلفوا في أنه هل الله نعمة على الكافر أم لا؟ فقالت العدلية: إن الله تعالى قد أنعم على المكلفين أجمعين بنعمة الدنيا ونعمة الدين وقالت المجبرة: لا نعمة الله على الكافر في باب الدين أصلاً.

  قال الرازي: قال أهل السنة: إن الله خلق الكافر للنار والعذاب الآخرة، وأما النعم الدنيوية فاختلفوا فيها، فمنهم من قال: لا نعمة الله على الكافر في الدنيا، ومنهم من قال: إنه وإن لم ينعم عليه بنعم الدين فقد أنعم عليه بنعم الدنيا وهذا قول الباقلاني والرازي.

  احتج أهل العدل على إثبات النعم الدنيوية بأن من المعلوم ضرورة أن نعم الله شاملة للبر والفاجر، والمسلم والكافر، ولا ينكر ذلك إلا مكابر، فمن ذلك: خلق الحي، وخلق حياته وقدرته وشهوته ولذته، وتمكينه من المنافع والملاذ وغير ذلك، ومن ذلك ما أنعم الله به