مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]

صفحة 2228 - الجزء 4

المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]

  اعلم: أن الله تعالى لما ذكر دلائل إثبات الصانع المختار جلَّ وعلا أعقبه بذكر دليل نبوة نبينا محمد ÷، وهو المعجزة العظمى، والشهادة الكبرى، الذي تحدى به فصحاء العرب قاطبة، وطلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله، ذلك كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ وفي المسألة مواضع:

  الأول: في ذكر الخلاف في نبوة محمد ÷.

  الثاني: في أنه لا يكون نبي من الأنبياء إلا بمعجز.

  الثالث: في حقيقة المعجز وشرائطه.

  الرابع: في أن القرآن معجزة لنبينا ÷.

  الخامس: في وجه إعجازه.

  الموضع الأول في ذكر الخلاف: لا خلاف بين أهل الإسلام في صحة نبوة نبينا محمد ÷، ووافقهم على ذلك كثير من الفرق الخارجة عن الإسلام، هكذا ذكره في الغياصة - أعني موافقة بعض الفرق الكفرية - ولعله أراد الفلاسفة، فإنهم يقولون بنبوة الأنبياء، لكن بنوها على قواعد وعقائد غير مسلمة لهم، والخلاف في نبوة محمد ÷ لأهل الإلحاد، واليهود، والنصارى، والمجوس، والصابئين، والبراهمة، وعباد الأوثان، والنجومِ، فإن هؤلاء ينكرون نبوته ÷ وإن اختلفوا في التعليل، ومن المخالفين في ذلك المطرفية، والباطنية،