مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [في السجود]

صفحة 2874 - الجزء 5

  وهو للإنسان والحيوانات والنبات، وعليه قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية [الرعد ١٥]، وقوله: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ}⁣[النحل ٤٨] فهذا سجود تسخير، وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبهة على كونها مخلوقة، وأنها خلق فاعل حكيم هذا معناه لغة.

  وأما في الشرع فهو: وضع الجبهة على قصد العبادة، وفي كلام أبي حيان ما يدل على أن ذلك استعمال لغوي فإنه قال في ذكر معنى السجود لغة: وقال بعضهم: سجد وضع جبهته بالأرض.

  قال الراغب: خص السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة، وما يجري مجرى ذلك من سجود القرآن. وسجود الشكر.

  وإبليس قيل: من الإبلاس وهو اليأس والإبعاد من الخير، وقيل: بل هو أعجمي وليس بمشتق والإباء: الامتناع، والاستكبار: الاستعظام. وفي الآية مسائل:

المسألة الأولى [في السجود]

  ظاهر هذه الآية وما في معناها وقوله تعالى في يوسف: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}⁣[يوسف: ١٠٠] أن السجود لغير اللّه لا قبح فيه ولا منع، ولو كان على جهة العبادة، وهذا الظاهر غير مراد اتفاقا.

  قال الرازي: أجمع المسلمون على أن ذلك السجود ليس سجود عبادة؛ لأن سجود العبادة لغير اللّه كفر، والأمر لا يرد بالكفر.