المسألة الأولى [في السجود]
  وهو للإنسان والحيوانات والنبات، وعليه قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية [الرعد ١٥]، وقوله: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ}[النحل ٤٨] فهذا سجود تسخير، وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبهة على كونها مخلوقة، وأنها خلق فاعل حكيم هذا معناه لغة.
  وأما في الشرع فهو: وضع الجبهة على قصد العبادة، وفي كلام أبي حيان ما يدل على أن ذلك استعمال لغوي فإنه قال في ذكر معنى السجود لغة: وقال بعضهم: سجد وضع جبهته بالأرض.
  قال الراغب: خص السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة، وما يجري مجرى ذلك من سجود القرآن. وسجود الشكر.
  وإبليس قيل: من الإبلاس وهو اليأس والإبعاد من الخير، وقيل: بل هو أعجمي وليس بمشتق والإباء: الامتناع، والاستكبار: الاستعظام. وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى [في السجود]
  ظاهر هذه الآية وما في معناها وقوله تعالى في يوسف: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}[يوسف: ١٠٠] أن السجود لغير اللّه لا قبح فيه ولا منع، ولو كان على جهة العبادة، وهذا الظاهر غير مراد اتفاقا.
  قال الرازي: أجمع المسلمون على أن ذلك السجود ليس سجود عبادة؛ لأن سجود العبادة لغير اللّه كفر، والأمر لا يرد بالكفر.