المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]
  لذلك، وما كان سبيله التعلم فلا يمكن من علم شيئاً منه القطع البت بأن أحداً لا يقدر على مثل فعله، بل يجوز حصوله لغيره، وإذا جوز ذلك لم يمكنه التحدي العام والإخبار على القطع بأنه لا يقدر أحد على مثله خوفاً من الفضيحة، ولا يأمن ذلك إلا بأمان الله تعالى كما أوجس موسى أن السحرة قد أُوتُوا مثل ما أوتي حتى أمّنه الله تعالى، والمعلوم أن نبينا ÷ قد بالغ في التحدي، وأخبر بعجزهم على القطع، وادعى المزية عليهم، وأوجب امتثال أمره وطاعته فيما أراد منهم؛ فكان ذلك دليلاً مفيداً للعلم على أنه لا يخاف أن أحداً يأتي بمثله، ولا أن خبره يتخلف، وذلك يدلُّ على أنه لم تحصل من أحد هذه الأمور التي قالوا بتجويزٍ حصوله من أحدها وثبت أنه من فعل الله سبحانه وتعالى أنزله دليلاً على نبوته ÷ والحمد لله رب العالمين.
  وبما ذكرنا ثبت القرآن كمعجزة دالة على نبوة أبينا ونبينا محمد ÷.
[فوائد تتعلق بالنبي ÷ ومعجزاته]
  تنبيه: يشتمل على ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى في بيان الوجه الذي علم به النبي ÷ أن الذي جاءه ملك، وأن القرآن الذي جاء به كلام الله.
  اعلم: أنه لا بد للرسول ÷ من معجز يدل على أن جبريل صادق في رسالته إليه، وأن القرآن الذي جاء به كلام الله تعالى؛ ولا سبيل إلى العلم بذلك إلا من أحد وجهين:
  أحدهما: أن يخلق الله له علماً ضرورياً عند مشاهدة جبريل