المسألة الأولى في حقيقة الملائكة
  قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٠}[البقرة].
  الملائكة:
  جمع ملاك على الأصل، واستعمال الواحد بحذف الهمزة أكثر وأشهر في كلام العرب. وقيل: الملك مأخوذ من الملك وهو القوة ولا حذف فيه، وجمعه على فعائلة شذوذاً، وقيل غير ذلك.
  والخليفة: من يخلف غيره. وقال الرازي: الخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه، أو لموته، أو لعجزه، أو لتشريف المستخلَف؛ وعلى هذا الوجه الآخر استخلف اللّه أولياءه وقرئ: خليقة بالقاف.
  والسفك: الصب والإراقة، ولا يستعمل إلا في الدم.
  وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى في حقيقة الملائكة
  فالذي عليه أكثر المسلمين أنهم أجسام لطاف، وليسوا من لحم ودم وعظام، كما خلق البشر من هذه الأشياء وقال أبو حفص المعوِّد القرينسي من المعتزلة: بل هم كالبشر، وإنما لم يروا لبعد المسافة بيننا وبينهم، وتبعه على ذلك جماعة من معتزلة ما وراء النهر.