مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [شبهة استدلال المجسمة بهذه الآية على أن الله ø شأنه في كل مكان]

صفحة 2641 - الجزء 4

  وأخرج أبو داود، والحاكم، والبيهقي، عن عثمان بن عفان، قال: مرَّ رسول الله ÷ بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن فقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبت فإنه الآن يسأل».

  وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله ÷ يقوم على القبر بعد ما يسوَّى عليه فيقول: «اللهم نَزَلَ بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره، اللهم ثبت عند المسألة منطقه، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به».

المسألة الخامسة [شبهة استدلال المجسمة بهذه الآية على أن الله ø شأنه في كل مكان]

  تمسكت المجسمة بقوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٨}⁣[البقرة] على أن الله تعالى في مكان إذ الرجوع إليه ولا مكان له لا يعقل. وينبغي قبل الجواب عما تمسكوا به من الآية أن نذكر الخلاف في المسألة والدلائل العقلية في ذلك، فنقول:

  قالت العدلية جميعاً وأكثر المجبرة: إن الله تعالى ليس بذي مكان. ولا انتقال في الجهات من جهة إلى جهة.

  قيل: والفرق بين المكان والجهة أن المكان هو الجسم الذي يقل الثقيل ويمنعه من الهُوي، والجهة هي الفراغ الذي يتحيز فيه الجسم فهي أمر عدمي، وهما متلازمان، فكل ذي مكان فهو ذو انتقال. والعكس، والله تعالى لا يجوز عليه شيء من ذلك.