الموضع الأول: قوله تعالى: بسم الله، وفيه مسائل:
  فهي جائزة في حقنا، فكذلك في حق الباري تعالى.
  ولقائل أن يقول: إنما يكون سوء أدب مع قيام المانع كتضمن الاسم القبح، أو حصول الضرر كما مر، ثم إنه يلزمه في الصفات مثله إذ لا فارق، فيجب إما توقفها على الإذن جميعاً، أو جوازهما جميعاً من دونه؛ إذ قد أبطلنا الفارق الذي أبداه(١) مع أنه يلزمه عليه قبح وضع الآباء(٢) أسماء الأبناء وتركهم بلا أسماء حتى يبلغوا رشدهم، ولا قائل به، بل غالب وضع أسماء المسميات كلها من غيرها، بل لوقيل: إن الاسماء كلها بوضع غير المسمى في حق المخلوقات لم يبعد.
المسألة الخامسة: [دلالة لفظة الله سبحانه]
  اختلف في لفظ الله: هل هو مشتق أم مرتجل؟ فقال الأكثر: هو مرتجل، ثم اختلفوا هل هو علم أم لا؟ فقال أئمتنا $ وأكثر المعتزلة: إنه اسم بإزاء صفة ذات، وتلك الصفة صفات هي الكمال التي لأجلها يحق له العبادة، ومعنى أنه موضوع بإزائها أنه إذا أطلق تفهم تلك الصفات، قالوا: وليس بعلم لأن الأعلام لا تفيد أكثر من تميز مسمياتها، وظاهر كلام الإمام المهدي # وما لخص به الإمام عز الدين # المذهب الجمهور القائلين بأنه غير علم أنه في الأصل من أسماء الأجناس؛ لأن أصله الإله يطلق على كل معبود بحق أو باطل كالرجل والفرس لمن هو على الشكل المخصوص.
(١) وهو كونه سوء أدب تمت مؤلف.
(٢) أي يلتزمون امتناع وصف الباري بما يحق له ممن لم تبلغه الرسل أو ينازعون في جواز إفراد التكليف العقلي. تمت مؤلف.