مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [النعم على الآباء نعمة على الأبناء]

صفحة 3149 - الجزء 5

المسألة الثالثة [النعم على الآباء نعمة على الأبناء]

  يؤخذ من الآية أن النعمة على الآباء نعمة على الأبناء، وإلا لم يكن للامتنان عليهم بها وأمرهم بذكرها فائدة، وأصرح منها قوله تعالى في آية أخرى: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ٤٧}⁣[البقره] فجعل تفضيله آباءهم على عالمي زمانهم تفضيلاً لهم؛ ولهذا نسبه إليهم فيستنبط من ذلك حكمان:

  الحكم الأول: تفضيل أهل البيت [$] على سائر البشر، لإنعامه على سلفهم الطاهرـ وهم الخمسة أهل الكساء بأنواع من التفضيل، التي أعظمها شرف النبوة لنبينا محمد ÷، ثم ما اختص به أمير المؤمنين وزوجته البتول وسبطاهما أبناء الرسول من المزايا والخصائص التي لم يشاركهم فيها مشارك، فيجب لما تقرر من أن النعمة على الآباء نعمة على الأبناء أن يتشرفوا لما يُعطى آباؤهم من النبوة، والخلافة، وعلم الدين، وغير ذلك.

  الحكم الثاني: ثبوت جر الولاء لمعتق الآباء؛ لأن الميراث فيه بالنعمة، وقد ثبت أن الله تعالى جعل النعمة على آباء بني إسرائيل نعمة على الأبناء، كما مر وقد جاءت السنة مقررة لهذا الحكم، وأنه لا ولاء إلا لذي نعمة.

  ففي (سنن أبي داود): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود،