المسألة الرابعة [في أن المعدوم شيء]
فائدة [في أن المخصص في الآية لفظي]
  في كلام بعضهم ما يقتضي أن المخصص في الآية - أعني قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٠}[البقرة] لفظي، وهو قوله: {قَدِيرٌ ٢٠}؛ لأن القدرة لا تتعلق إلا بالممكن. قال أبو حيان: وفي لفظ قدير ما يشعر بتخصيص العموم؛ إذ القدرة لا تتعلق بالمستحيلات. وقال الزمخشري ما لفظه: فإن قلت: كيف قيل: على كل شيء قدير، وفي الأشياء ما لا تعلق به للقادر، كالمستحيل، وفعل قادر آخر؟ قلت: مشروط في حد القادر أن لا يكون الفعل مستحيلاً، فالمستحيل مستثنى في نفسه عند ذكر القادر على الأشياء كلها، فكأنه قيل: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} مستقيم {قَدِيرٌ ٢٠}؛ ونظيره: فلان أمير على الناس أي على من وراءه(١) منهم، ولم يدخل فيهم نفسه، وإن كان من جملة الناس. وأما الفعل بين قادرين فمختلف فيه.
المسألة الرابعة [في أن المعدوم شيء]
  استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن المعدوم شيء، قال: لأنه تعالى أثبت القدرة على الشيء، والموجود لا قدرة عليه؛ لاستحالة إيجاد الموجود، فتعين أن المقدور هو المعلوم، وقد سماه شيئاً. وهذه المسألة قد كثر فيها خبط المتكلمين واختلافهم، والتكلم على بعضهم الآخر بسببها، وحاصل ما يتعلق بها من الكلام يكون في ثلاثة مواضع:
(١) أي غيره. تمت.