المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}: أنواع العالم
  وقد ذكر العلماء رحمهم الله من وجوه التربية الأصناف العالم ما يرشدك إلى القطع بشمول الربوبية لكل صنف ولكل جزء من أجزاء العالم، وإذا أردت الوقوف على شيء من ذلك فعليك بتفسير الرازي، وكتاب الجواهر(١) لبعض علماء العصر الحاضر.
المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}: أنواع العالم
  قد اختلف في ذلك، فمنهم من قسمه إلى جسم وعرض فقط، ومنهم من زاد الجوهر الفرد، وهم بعض المعتزلة ومن تبعهم من الأئمة وغيرهم من الزيدية، وهؤلاء يقولون: العالم إما أن يكون متحيزاً أو صفة للمتحيز، والمتحيز إما أن يقبل القسمة أو لا، الثاني الجوهر الفرد، والأول إما أن يقبلها من جهة الطول فهو الخط، أو من جهة الطول والعرض فهو السطح، أو من جهة الطول والعرض والعمق فهو الجسم، وأما ما كان من صفة للمتحيز فهو العرض.
  فهذه ثلاثة أقسام، ولنفرد لكل واحد منها فصلا نأتي فيه بما لا ينبغي جهله مما يتعلق به.
  الفصل الأول: في الجسم، والثاني في الجوهر، والثالث: في العرض؛ وقد أثبت الرازي قسماً رابعاً لا يكون متحيزاً ولا صفة لمتحيز وهي الأرواح، ومقصوده بها الأجسام اللطيفة كالملائكة،
(١) في التفسير للشيخ طنطاوي جوهري أحد علماء مصر المشهورين. تمت مؤلف.