المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}: أنواع العالم
الفصل الثالث في الأعراض
  والكلام فيها يكون في أربعة مواضع الأول: في إثباتها، الثاني: في ماهيتها، الثالث: في أجناسها الرابع في ذكر ما لا ينبغي جهله من تقاسيمها.
الموضع الأول: في إثباتها
  قال الإمام أحمد بن سليمان #: أما أهل البيت $ فلا خلاف بينهم في العرض وثبوته، وأنه مدرك إلا الحركات.
  وقال القرشي: ذهب الجمهور من الناس إلى أن ثم أموراً زائدة على الجسم، وخالف في ذلك بعض الفلاسفة، والأصم، وحفص وهشام بن الحكم، قال النجري: وهؤلاء المعروفون بنفاة الأعراض. ثم اختلف المثبتون لها في كون العلم بها ضرورياً أم استدلالياً، فقال القاسم بن إبراهيم #: وحدث الحركة والزمان، وقرائنهما من الجسم والصورة والمكان مما لا ينكره إلا مكابر لعقله.
  وقال الشرفي: العلم بها ضروري؛ لأن كل عاقل يفرق بين المجتمع والمفترق، والمتحرك والساكن تفرقة ضرورية لا تندفع بشك ولا شبهة، قال: والمراد بالعرض الصفة اللازمة للجسم كالاحتراك، والسكون،