مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السادسة [الأصل في الأشياء]

صفحة 2728 - الجزء 5

  الذي يعلم أن هذا الحيوان يختار هذا الألم لو عقل لحصول هذه المنفعة فمدفوع بما مر.

تنبيه [إنزال الألم بالعقلاء للمنفعة]

  واختلف في إنزال الألم بالعقلاء لنفعهم من دون مراضاتهم، فقال أبو هاشم وأكثر الشيوخ: قد يعلم عقلاً حسن ذلك، فإن رجلاً لو قال لآخر: قم من مكانك لتأخذ هذه الصرة وفيها مثاقيل كثيرة لتنتفع بها، وليس بينه وبينها إلا قدر خطوة مثلاً، فإنه إذا امتنع كان له إجباره وقهره على القيام، وهو متفضل، ويعلم حسن ذلك بالعقل.

  قال الإمام المهدي: ولعل أبا هاشم يعني حيث لا يعلم من حال الممتنع قصد الزهده أو نحوه من الأمور التي يحسن معها الامتناع⁣(⁣١)، بل عرف ضرورة أنه لا وجه لامتناعه إلا الكسل.

  وقال أبو علي لا يحسن ذلك عقلاً، واختاره الإمام المهدي؛ لجواز كون هذا الكسلان يرى لذة الدعة في تلك الحال أبلغ من لذة الانتفاع بالصرة.

  نعم، وأما إجباره على دفع المضرة، كأن يرى رجلاً قاعداً تحت جدار يخشي انهدامه عليه في تلك الحال قيل: فلا يبعد اتفاق الشيخين هنا أنه يحسن إجباره على القيام، ويكون ذلك تفضلاً حسناً.

  قال الإمام المهدي وهو قريب.


(١) كالنفرة من الدخول تحت منة الغير. تمت مؤلف.