المسألة التاسعة [أحكام تتعلق بالثواب]
  هو أعلى منه، فإذا لم ينلها تنغص عليه ما هو فيه، وقد يرى الواحد منهم أخص الناس لديه في النار فيغتم لذلك، وحينئذٍ لا ينفك الثواب عن ألم الجوع، وغم فوت المرتبة، وتعذيب القريب، فلا يخلص عن مكدر.
  والجواب: أن لذاتهم لا تحتاج إلى جوع، وإنما تحصل بخلق شهوات فيهم لا يتأخر نيل المشتهى عنه، وذو الرتبة الناقصة لا يشتهي غير ما هو فيه، كما لا يشتهي الواحد منا رتبة الملوك في الدنيا، ومن رأى تعذيب قريبه لا يتنغص لتعذيب عدو الله، بل ربما استراح بذلك، كما أنه قد يستريح في الدنيا بقتله.
  الحكم السابع: أن الثواب مستحق على جهة التعظيم، ووجه دلالة الآية على ذلك أنه جعل ما بشر به المؤمنين جزاءً على فعل ما كلفهم به، ووصفه بأوصاف تدلُّ علي أنه تعالي جعل لهم ذلك الجزاء العظيم رفعاً لشأنهم، وتنويهاً بذكرهم، وذلك معنى التعظيم؛ وقد أوجب كثير من أصحابنا اقتران الثواب بالتعظيم لينفصل عن العوض.
فائدة
  بعض هذه الأحكام إنما هي فرع على القول بوجوب الثواب، وأما من يقول بأنه تفضل محض فهي غير ثابتة عنده.