مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة [الآثار الدالة على أهمية الصلاة]

صفحة 1436 - الجزء 3

المسألة الحادية عشرة [الآثار الدالة على أهمية الصلاة]

  في شيء من الآثار التي وردت في تأكيد أمر الصلاة وإعظامها.

  اعلم: أنه قد جاء في فضلها الكثير الذي يعجزنا حصره، لو لم يكن إلا ما ورد في الكتاب العزيز من تكرار ذكرها⁣(⁣١)، وتأكيد الوصاة بها، والمحافظة عليها لكان بعضه كافياً، وقال النبي ÷: «الصلاة عمود الدين فمن تركها فقد هدم الدين».

  وقال ÷: «عَلَمُ الإيمان الصلاة، فمن فرغ لها قلبه، وقام بحدودها فهو المؤمن». وقالت أم سلمة: كان رسول الله ÷ يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه.

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر».

  وقال علي #: (تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، ألا تسمعوا إلى جواب أهل النار حين سئلوا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣}⁣[المدثر]، وإنها لتحت الذنوب حت الورق، وتطلقها إطلاق الرَّبَق، وشبهها رسول الله ÷ بالحمة تكون على باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن، وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا قرة عين من ولد ولا مال،


(١) ذكرت الصلاة في القرآن (٩٧) مرة تقريباً. تمت.