المسألة الثانية: [جواز التكليف مع الإلجاء]
صفحة 3772
- الجزء 6
المسألة الثانية: [جواز التكليف مع الإلجاء]
  قد يتمسك بالآية على جواز التكليف مع الإلجاء؛ لأن رفع الجبل فوقهم يجري مجرى الإلجاء إلى الإيمان، ولا مأخذ فيها؛ لأنه لا إلجاء في ذلك؛ إذ أكثر ما فيه التخويف خوف سقوطه عليهم، لكن لما استمر في مكانه مدة وقد شاهدوا ارتفاع السموات بلا عماد جاز أن يرتفع الخوف، فيزول الإلجاء، ويبقى التكليف.
المسألة الثالثة: [في دلالة الآية على أن الاستطاعة قبل التكليف]
  في قوله: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[البقرة: ٦٣] دليل على أن الاستطاعة متقدمة على الفعل؛ إذ لا يجوز أن يقال: خذ هذا بقوة، ولا قوة، كما لا يجوز أن يقال: اكتب بالقلم. ولا قلم؛ والقول بأن القوة هنا بمعنى العزيمة تعسف، وخروج عن الظاهر بلا دليل.