مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [في اللطف]

صفحة 987 - الجزء 2

  أن الدواعي تنبعث معها وتحصل لأجلها، ويقع اختيار الفعل الملطوف فيه عندها.

  قلت: فعلى هذا معنى الحدين واحد وتفسير ألفاظ الحد ظاهرة وقولهم: ما يختار عنده الطاعة شامل للطف التوفيق وهو الذي يختار عنده الفعل، ولطف العصمة وهو الذي يختار عنده الترك، إذ الفعل والترك طاعة.

الموضع الثاني: في قسمته

  وله قسمتان: الأولى: إلى لطف توفيق، ولطف عصمة، ولطف مطلق وقد عرفتها.

  قال القرشي: ويسمى توفيقا وعصمة إذا كان يختار عنده لا محالة، إلا أنه لا يقال: فلان معصوم أو موفق إلا إذا كان يستحق المدح، لأن هذه الأسماء قد صارت مدحا بالعرف، وكذلك لا يقال: أصلح الله فلانا إلا إذا كان مؤمنا لإفادته المدح، فأما مع التقييد فيجوز ذلك⁣(⁣١). وقوله: لا يقال أصلح الله فلاناً ... إلخ.

  قال الإمام عز الدين: هذا نسبه في المحيط إلى قاضي القضاة، فإن أراد حيث ورد للدعاء فغير صحيح الأن الدعاء بالإصلاح والهداية تصح للكافر والفاسق، وإن أراد حيث ورد بمعنى الإخبار فكلامه ليس ببعيد. وقيل: الصحيح خلافه، لأن الله قد أصلح جميع خلقه


(١) يعني أنه يجوز أن يقال فلان موفق أو معصوم، أو أصلحه الله، إذا قيد بفعل مخصوص نحو موفق للصلاة، ومعصوم عن الزنا، وأصلحه لأمر الصلاة ونحو ذلك، تمت مؤلف.