المسألة الثالثة [دلالة الأمر في الآية]
  سلمنا، فلا فائدة في تعريفهم قدرها إلا إذا كان لهم في معرفته لطف، واللطف تابع للتكليف ولا تكليف.
  فإن قيل: ذلك يستلزم التكليف ولا تكليف في الجنة.
  قيل: لا يلزم مع القول بأن معرفة الله حينئذ ضرورية.
  قال الإمام المهدي: ولو قيل: إنه لا يخلق لهم العلم العاشر من علوم العقل، وهو العلم بقبح القبائح وحسن المحسنات؛ إذ لا فائدة فيه، حينئذ لم يبعد فهذه أقوال الناس في جنة آدم #.
  قال الإمام المهدي: ومن الجائز أن يخلق الله مثل دار الجزاء - يعني جنة ونارا - في الدنيا لينتفع بعض من أراد التفضل عليه من الحيوانات كآدم وحواء وغيرهما، وخزنة النار، وليلتطف برؤيتهما بعض الأنبياء كإدريس # وليأوي إلى الجنة أرواح الشهداء والأولياء حتى يخلق الله لهم دار الخلد.
المسألة الثالثة [دلالة الأمر في الآية]
  الأمر في قوله تعالى: {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا}[البقرة: ٣٥] للإباحة، وفيه دلالة على جواز تناول ما أباحه مالكه على حسب ما يقتضيه اللفظ من إطلاق أو تقييده ومعنى الإباحة لغة: حل الشيء وعدم المنع منه، قال في (النهاية) ما معناه: المباح بما لا تبعة فيه، وفي (المختار): أباحه الشيء: أحله له، والمباح ضد المحظور، واصطلاحاً: إسقاط حق المنع من استهلاك الشيء المباح في المستقبل. ذكره النجري.