المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]
  فإن قيل: فيلزم أن لا يعلم أحد صدق الرسول ÷ إلا بعد التحدي، والمعلوم أن علياً وخديجة أسلما قبل أن ينزل أكثر القرآن، بل المروي أن علياً أسلم ثاني البعثة، وخديجة أسلمت قبله.
  قيل: يجوز أنهما قد علما نبوته # بمعجز آخر إذ له معجزات كثيرة، وقد قيل: إن ما تقدم النبوة من الأحوال الشريفة والصفات الكريمة من جملة معجزاته ÷، وهما ملازمان له في كثير من أوقاته، ومطلعان على جميل صفاته.
  قال الإمام المهدي: ولا يصح أن تكون الطريق إلى معرفة صدق جبريل # معجزة يدخل جنسها تحت مقدور القدر؛ إذ لا طريق إلى أنها من فعل الله تعالى؛ لأن الملائكة جنس آخر يقدرون على مالا نقدر عليه نحن، فلا يكون ما فعلوه خارقاً للعادة لمخالفة عادتهم لعادتنا.
  قلت: وما تضمنته الأخبار المتقدمة مما لا يدخل جنسه تحت مقدور القدر فتأمل.
(الفائدة الثانية فيما به يعرف جبريل # أنه مرسل إلى محمد ÷ وأن القرآن كلام الله)
  قال الإمام عز الدين: طريقه إلى معرفة رسالته سماع كلام من رب العزة يخلقه في جسم، ويقرنه بما يدل على أنه ليس من كلام غيره بحيث أن جبريل يعلم ذلك ولا يشك فيه.