المسألة الخامسة عشرة [في معرفة الله وهل هي ضرورية]
  والثاني: أيضاً نوعان:
  أحدهما: إما الدليل على ثبوته مع العقل نص متواتر، كما في سامع مبصر، وإنما وجبت معرفته لوجوب معرفة مقاصد خطاب الله تعالى. فيكون فرض كفاية.
  والثاني: لا نص فيه، ولا دليل على وجوب معرفته، نحو: كون صفة الوجود زائدة على الذات أم لا، فهذا لا دليل على وجوب معرفته لا عقلاً ولا سمعاً إلا بتخيل بعيد.
  قال #: وأما نفي الجسمية ونفي الحاجة فمن فروض الأعيان، وأما نفي الرؤية ففيه تردد.
المسألة الخامسة عشرة [في معرفة الله وهل هي ضرورية]
  قد يتمسك بقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢} على أن معرفة الله تعالى ضرورية؛ لأن الله تعالى نهاهم عن اتخاذ الأنداد مع علمهم بالمستحق للإلهية والعبادة.
  قال ابن عباس فيما رواه عنه ابن جرير وغيره: نزلت في الكفار والمنافقين، وإنما عنى بقوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢}[البقرة]: لا تشركوا بالله غيرَه من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر، {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢} أنه لا رب لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق لا شكَّ فيه.
  قال قتادة: وأنتم تعلمون أن الله خلقكم، وخلق السموات والأرض.