مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة التاسعة [في الفسق والفساق]

صفحة 2521 - الجزء 4

  وأما قولكم: إنا لم نتمسك إلا بوجوه نقلية فتجاهل ظاهر، فإنه لا يخفى عليكم أنا قد أشرقناكم بريقكم، وأنشبنا الشجا في حلوقكم، وأتينا من البراهين العقلية بما عجزتم عن دفعه إلا بإنكاركم لحكم العقل الذي يعلمه كل عاقل؛ على أن أدلتنا النقلية واضحة صريحة قاطعة، وبدفع ما في بعضها من الاحتمال الباطل مخالفته لقضية العقل المبتوتة، وما وضح بطلانه من الاحتمالات فهو في حكم المعدوم، فلا يصح القدح به في دلالة الدليل. والله الموفق.

المسألة التاسعة [في الفسق والفساق]

  في قوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦}⁣[البقرة] دليل على ثبوت الفسق، ولا خلاف فيه في الجملة.

  قال الإمام المهدي: اتفق الناس على أن مرتكب الكبيرة من المسلمين يسمى فاسقاً لقوله تعالى عقيب قذف المحصنة: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤}⁣[النور] ونحوها. ولا خلاف أيضاً أن الكافر يسمى فاسقاً؛ لخروجه عن طاعة الله، ولا خلاف أن البر التقي لا يسمى فاسقاً ولا كافراً.

  واعلم أن المعاني الثابتة للفسق ثلاثة:

  أحدها: بحسب أصل اللغة، وهو الخروج كما مرَّ، يقال: فسقت الرطبة، إذا خرجت من قشورها.