مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [في خطاب المشافهة]

صفحة 1950 - الجزء 3

  قلت: وفي كلام غيره أنها في الآية بمعنى خلق.

  الخامس: بمعنى الحكم على الشيء بالشيء، حقاً كان، نحو: {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}⁣[القصص]، أو باطلاً، نحو: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا}⁣[الأنعام: ١٣٦]، والأرض: الجرم المقابل للسماء. والفراش: الوطاء الذي يقعد عليه وينام، ويتقلب عليه.

  قيل: وما ليس بفراش كالأوعار والبحار فهي من مصالح ما يفترش منها؛ لأن الجبال أوتاد، والبحار تركب إلى سائر المنافع، والسماء: كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء، ويطلق على المطر مجازاً، وكذلك على الطين، والكلاء، وظهر الفرس. والثمرة: ما تخرجه الشجرة من مطعوم، أو مشموم. والند: الكفء، والمثل؛ وقال أبو عبيدة: أنداداً أي أضداداً، وقال أبو حيان: الند: المقاوم المضاهي، مثلاً كان أو ضداً، أو خلافاً. وفي هذه الجملة مسائل:

المسألة الأولى [في خطاب المشافهة]

  قد مر في الفاتحة أن الجمع واسم الجمع المعرف بلام التعريف يفيد العموم عند الجمهور، وإذا كان للعموم كان قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} عاماً لكل الناس، فيتناول الموجود والمعدوم، والعبيد، والكفار. وقد خالف في تناوله للمعدوم وما بعده جماعة، ولنفرد لكل واحد من هذه الأمور الثلاثة بحثاً نذكر فيه ما يتعلق به من الخلاف فنقول:

  البحث الأول: اختلفوا في خطاب المشافهة، وهو الوارد في زمن