المسألة الأولى: [دلالة لفظة (ما) الموصولة على العموم]
  قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٩١}[البقرة]
  في الآية مسائل:
المسألة الأولى: [دلالة لفظة (ما) الموصولة على العموم]
  في الآية دليل على أن لفظة (ما) الموصولة للعموم؛ لأن الله تعالى أمرهم بالإيمان بما أنزل الله، فلما آمنوا ببعض دون بعض ذمهم على ذلك، ولولا أن (ما) للعموم لم يحسن ذمهم.
  قلت: ويدل على كونها للعموم ما دل على غيرها من التبادر وصحة الاستثناء.
المسألة الثانية: [جواز المجادلة والمناقضة بالحق]
  هذه الآية من جملة الأدلة على جواز المجادلة بالحق، وعلى جواز إيراد المناقضة على الخصم؛ وبيان ذلك أنهم لما أمروا أن يؤمنوا بما أنزل الله فقالوا: نؤمن بما أنزل علينا كانوا مناقضين؛ لأن كون ما لم ينزل