مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: في حقيقة السحر بحسب اللغة

صفحة 3941 - الجزء 6

  قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ١٠٢}⁣[البقرة]

  بابل قيل: أرض الكوفة، وقيل غيرها. وفي هذه الجملة مسائل:

المسألة الأولى: في حقيقة السحر بحسب اللغة

  قال الراغب: السحر يقال على معان:

  الأول: الخداع وتخييلات لا حقيقة لها، نحو ما يفعلها المشعبذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع.

  الثاني: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه.

  الثالث: ما يذهب إليه الأغتام، وهو اسمٍ لفعل يزعمون أنه من قوته يغير الصور والطبائع، فيجعل الإنسان حمارًا. قال: ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. وقد استشهد لهذه المعاني بآيات قرآنية ذكرها في كتابه المفردات.