مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[توثيق الحارث]

صفحة 52 - الجزء 1

  عدل، ومن دعا إليه فقد هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور» ورواه المرشد بالله # وأخرجه الدارمي، والترمذي، وقد تكلم طائفة في الحارث على عادتهم في وصم شيعة أمير المؤمنين.

[توثيق الحارث]

  قال القاضي عياض: (أسيء الظن بالحارث لما عرف من مذهبه في التشيع ودعوى الوصاية لعلي #)، وجرحه غير القاضي بما لا يجرح بمثله، وكلها ناشئة عن تشيعه.

  قال القرطبي: (الحارث رماه الشعبي بالكذب، وليس بشيء، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره، ومن هاهنا والله أعلم كذبه الشعبي؛ لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر، وإلى أنه أول من أسلم.

  قال أبو عمر بن عبد البر: وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث وكان أحد الكذابين).

  قلت: والحديث أخرجه أبو طالب # عن معاذ بن جبل قال: ذكر رسول الله ÷ الفتنة فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب⁣(⁣١): فما المخرج منها؟ فقال: «كتاب الله ...» وساقه بنحو حديث علي #(⁣٢).


(١) أمالي أبو طالب (١٧٣).

(٢) وفي إيثار الحق نسبة حديث علي # إلى السيد أبي طالب في الأمالي ثم قال: رواه في أماليه بسند آخر عن معاذ بن جبل ورواه ابن الأثير في الجامع عن عمر بن الخطاب فهو مع شهرته في شرائط أهل الحديث متلقى بالقبول عند علماء الأصول. انتهى تمت مؤلف.