مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [اختصاص الله تعالى بالعبادة]

صفحة 897 - الجزء 2

  اتباع الهوى وهو نقيض الهدى كانت المنازعة فشرع حبسها بالصيام، ولم يكتف بالاعتراف القولي بأنه ينبغي مخالفتها، وكذلك سائر الشريعة تدرج على هذا، فكل شيء معناه ينبغي أن يكون الأمر هكذا، فهذا كله متضمن للاعتراف بحق، وكان له لازم بين قوي هو غاية التذلل والضراعة فغلب معناه حتى سميت عبادة.

  قال: إذا تأملت هذا فمعناه: الاعتراف بما ينبغي بالقول والفعل، ولما لم يجعل العقل محيطا بالتفاصيل جاء بها علام الغيوب مفصلة على ألسنة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ذكره في (العلم الشامخ)، وحاصله: أن العبادة هي الاعتراف بالحق، ومن لازمه التذلل والضراعة، فسمي اللازم عبادة تجويزا، ودلالتها على ما اشترطه بعضهم من التعظيم بالتضمن.

  قلت: ويدل على أنه لا بد من استشعار العظمة ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: قال جبريل # لمحمد ÷: قل يا محمد: (إياك تعبد، إياك نوحد ونخاف ونرجو ربنا لا غيرك)، ولا بن أبي حاتم نحوه: وفي التوحيد غاية التعظيم.

  وقال زيد بن علي #: معنى نعبد: نطيع ونتعبد، ونصلي ونوحد.

المسألة الثانية [اختصاص الله تعالى بالعبادة]

  قال أئمة المعاني: الاختصاص لازم لتقديم المفعول لا ينفك عنه في أكثر الصور بشهادة الاستقراء والذوق السليم فمعنى الآية: لا نعبد أحدا سواك، قال زيد بن علي #: (إياك نعبد) لا نعبد غيرك.