مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [عصمة الأنبياء]

صفحة 3007 - الجزء 5

  دون التنفير والقدح في التبليغ فجائز قبل البعثة وبعدها، إلا عند من لا يعبأ به.

  قلت: ولعله أراد بمن لا يعبأ به الإمامية، فإن ظاهر الحكاية عنهم أنهم لا يجوزون على الأنبياء وقوع المعاصي من الأنبياء قط، لا كبيرة ولا صغيرة، لا قبل البعثة ولا بعدها. والله أعلم.

الفصل الرابع في عصمتهم بعد النبوة من الجهل بالله وبما أوحي إليهم

  قد مر في الفصل الثالث رواية الإجماع على عصمتهم من الكفر قبل النبوة وبعدها، ولا شك أن الجهل بالله وبصفاته، وبما أرسل به رسله من أعظم أنواع الكفر، فوجب القطع بعصمتهم من ذلك، وقد نص القاضي عياض في (الشفاء) على معنى هذا، وذكر أنهم على غاية المعرفة، ووضوح اليقين، وانتفاء الجهل بشيء من ذلك، أو الشك فيه، وأنهم معصومون عن كل ما يضاد المعرفة واليقين من جهل وشك، ثم قال: هذا ما وقع عليه إجماع المسلمين، ولا يصح بالبراهين الواضحة أن يكون في عقود⁣(⁣١) الأنبياء سواه.

  قلت: وقد جاء في بعض الآيات ما يقتضي ظاهره وقوع الشك ونحوه منهم، وهو مأول، كما سيأتي في مواضعه إن شاء الله تعالى.

  وأما ما مر في الأولى من مسائل قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} الآية [البقرة: ١٢٣] - فإنه ÷ داخله الرعب عند أن خاطبه جبريل بالوحي، وما أخرجه البخاري وغيره


(١) أي عقائدهم. تمت مؤلف.