مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة: [إبطال قول الجبرية من إن الإيمان من فعل الله تعالى]

صفحة 3140 - الجزء 5

  في المسائل العلمية لا يصح؛ على أنه لا يمكن جعلها مخصصاً لهذه العمومات؛ لأن الحكم بفزع الأولياء في الآخرة مصادم لخصوصها. لا مخصص لعمومها لصراحتها في نفي الفزع.

  الوجه الثاني من وجهي الجواب: أن يقال: المراد بالفزع ونحوه ما يشاهدونه من الوقيعة بالعصاة؛ لأن هذا اليوم عظم فيه الإنصاف وتمييز الخبيث من الطيب مع طمأنينة قلوبهم بالسلامة والبشارات لهم بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ذكر معنى هذا الإمام المهدي محمد بن القاسم # وفيه نظر؛ إذ فيه حمل الفزع على الفعل المفزع، ولا ملجئ إليه، ولا دليل يقتضيه، فالأول المعتمد.

المسألة الرابعة: [إبطال قول الجبرية من إن الإيمان من فعل الله تعالى]

  قال بعض العدلية: هذه الآية تدل على أمور:

  أحدها: أن الهدى قد يثبت ولا اهتداء فلذلك قال: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}⁣[البقرة: ٣٨] وفي ذلك إبطال قول الجبرية: إن الإيمان من فعل الله؛ إذ لو كان كذلك لوجب حصوله لكل أحد لحصول سببه الذي هو الهدى.

  الثاني: أن المعارف غير ضرورية؛ لأنها تفيد أن الاهتداء لا يحصل إلا باتباع الهدى والهدى هو الدليل والبيان، كما مر.

  الثالث: بطلان القول بالتقليد؛ لأن المقلد لا يكون متبعاً للدليل الذي هو الهدى، وفيها دليل على أنه لا يستحق هذا الوعد العظيم